انها ليست سياسة تلك التي يتحول فيها الخصوم الى حمل وديع بين ليلة وضحاها
صفحة 1 من اصل 1
انها ليست سياسة تلك التي يتحول فيها الخصوم الى حمل وديع بين ليلة وضحاها
حتى فترة وجيزة واثناء مرحلة الاعلان الجزئي لنتائج الانتخابات التشريعية في العراق فان السمة البارزة بين مختلف الاحزاب العراقية هي الضرب تحت الحزام والتراشق المتبادل بالاتهامات بما يحلو لك ان تسمع .. من عمالة اوفساد اداري وانفراد في السلطة الى ورقة البعث وغيرها من الاتهامات الصحيحة والباطلة، وان تلك الظاهرة المستفحلة جدا والتي تعكس غياب الثقة بين القوى السياسية العراقية قبل كل شيء ان تلك الظاهرة انسحبت حتى على الاطراف التي تطرح نفسها بانها مستقلة فتراشقوا هم ايضا بما توفر في ايديهم من قواميس الاتهامات والتخوين المتنوعة جدا بتنوع وسائل الاعلام في الحالة العراقية.
حتى الان فان ما تقدم ليس جديدا على صعيد الحالة العراقية اذ ان تلك الظاهرة كانت ولازالت ومن المتوقع انها سوف تبقى لفترة ليست قصيرة، لكن الملفت والمثير للاستغراب انه وبعد اعلان النتائج باسبوع بدأت القوى السياسية بخطاب مختلف تماما .. لا نتحدث عما اعلن من رفع الخطوط الحمراء في اجراء الحوارات بالنسبة لتشكيل الحكومة القادمة، ولا عن خطاب مرن اوحي فجأة وبقدرة قادر على القوى السياسية العراقية، بل ان ما يلفت هو حالة من نكران الذات في الخطاب الاعلامي على الاقل للعديد من الكتل الفائزة في الانتخابات واصبح الخصوم يستقتلون في الدفاع عن خصومهم الذين كانوا حتى الاسابيع الاخيرة ليسوا الا عملاء وطائفيين!!
انها ليست سياسة تلك التي يتحول فيها الخصوم الى حمل وديع بين ليلة وضحاها وان يكون الكل يدافع عن الكل فهذا لعمري ما لم نسمع به من قبل حتى في اكثر الديمقراطيات قدما وعراقة !
ان كل طرف سياسي لا يذكر هذه الايام الا محاسن خصومه من السياسيين! ويعلن بانه لا يستبطن شيئا من العداء للاخرين جميع الاخرين وكأن كلا منهم لم يحشّد انصاره قبل الانتخابات على اساس فكرة عمالة الاخر !
ليس ثمة صراع بالوكالة على الساحة العراقية فهذا من محض الخيال! لذلك فان العديد من الكتل السياسية حزمت امتعتها وجالت شرق العالم وغربه من اجل اعلان سيرة بحسن السلوك لهذا الخصم الاقليمي او ذاك! الكل اصبحوا وطنيين في داخل العراق فلا طائفيون ولا منفردون في السلطة والكل يبحث عن حكومة شراكة. كما ان جميع الخصوم الاقليميين والدوليين اصبحوا هم ايضا حملا وديعا لا يتدخل في الشأن العراقي الا ربما كفاعل خير!
ان تلك الهدنة التي تسيطر على المشهد السياسي من وجهة نظر خاصة لا تمثل نضوجا في القناعات توصلت لها الاحزاب والقوى السياسية بعد تلك التجارب التي مرت بها، وانما هي هدنة مفتعلة بعيدة عن مبدأ المرونة في الطرح الذي يفترض ان يتحلى به العاملون في الشأن السياسي.. كما انها لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تقفز على موروث من الخلافات وعدم الثقة بين الاخوة الاعداء.. لذلك فانه من المتوقع ان تظهر ايضا وبشكل مفاجيء ربما في ايّة لحظة ظاهرة التراشق المتبادل في الاتهامات.. وسوف يمارسون هوايتهم من جديد في مهاجمة بعضهم للبعض الاخر حتى لو اشتركوا جميعا في تشكيل الحكومة
حتى الان فان ما تقدم ليس جديدا على صعيد الحالة العراقية اذ ان تلك الظاهرة كانت ولازالت ومن المتوقع انها سوف تبقى لفترة ليست قصيرة، لكن الملفت والمثير للاستغراب انه وبعد اعلان النتائج باسبوع بدأت القوى السياسية بخطاب مختلف تماما .. لا نتحدث عما اعلن من رفع الخطوط الحمراء في اجراء الحوارات بالنسبة لتشكيل الحكومة القادمة، ولا عن خطاب مرن اوحي فجأة وبقدرة قادر على القوى السياسية العراقية، بل ان ما يلفت هو حالة من نكران الذات في الخطاب الاعلامي على الاقل للعديد من الكتل الفائزة في الانتخابات واصبح الخصوم يستقتلون في الدفاع عن خصومهم الذين كانوا حتى الاسابيع الاخيرة ليسوا الا عملاء وطائفيين!!
انها ليست سياسة تلك التي يتحول فيها الخصوم الى حمل وديع بين ليلة وضحاها وان يكون الكل يدافع عن الكل فهذا لعمري ما لم نسمع به من قبل حتى في اكثر الديمقراطيات قدما وعراقة !
ان كل طرف سياسي لا يذكر هذه الايام الا محاسن خصومه من السياسيين! ويعلن بانه لا يستبطن شيئا من العداء للاخرين جميع الاخرين وكأن كلا منهم لم يحشّد انصاره قبل الانتخابات على اساس فكرة عمالة الاخر !
ليس ثمة صراع بالوكالة على الساحة العراقية فهذا من محض الخيال! لذلك فان العديد من الكتل السياسية حزمت امتعتها وجالت شرق العالم وغربه من اجل اعلان سيرة بحسن السلوك لهذا الخصم الاقليمي او ذاك! الكل اصبحوا وطنيين في داخل العراق فلا طائفيون ولا منفردون في السلطة والكل يبحث عن حكومة شراكة. كما ان جميع الخصوم الاقليميين والدوليين اصبحوا هم ايضا حملا وديعا لا يتدخل في الشأن العراقي الا ربما كفاعل خير!
ان تلك الهدنة التي تسيطر على المشهد السياسي من وجهة نظر خاصة لا تمثل نضوجا في القناعات توصلت لها الاحزاب والقوى السياسية بعد تلك التجارب التي مرت بها، وانما هي هدنة مفتعلة بعيدة عن مبدأ المرونة في الطرح الذي يفترض ان يتحلى به العاملون في الشأن السياسي.. كما انها لا يمكن باي شكل من الاشكال ان تقفز على موروث من الخلافات وعدم الثقة بين الاخوة الاعداء.. لذلك فانه من المتوقع ان تظهر ايضا وبشكل مفاجيء ربما في ايّة لحظة ظاهرة التراشق المتبادل في الاتهامات.. وسوف يمارسون هوايتهم من جديد في مهاجمة بعضهم للبعض الاخر حتى لو اشتركوا جميعا في تشكيل الحكومة
وسن العيون- صقر جديد
- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
مواضيع مماثلة
» ايران ليست حليفة أمريكا بل عدوتها ؟
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» فنراهم يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لايقولون وسياستهم الغدر والخيانة والمكر والاحتيال والتملق والترجي بل الأمر تعدى إلى الاسوء فنراهم أحيانا هم الوسيلة لنهي الخلافات بين الدول الاستكبارية متخذين من العراق الضحية الكبرى التي تبنى عليها مصالح الدول الاستكب
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» مذكرات بوش...لجنة الصقور الامريكيه...السيستاني...ما العلاقة التي تربط هولاء...اليكم .
» فنراهم يقولون ما لايفعلون ويفعلون ما لايقولون وسياستهم الغدر والخيانة والمكر والاحتيال والتملق والترجي بل الأمر تعدى إلى الاسوء فنراهم أحيانا هم الوسيلة لنهي الخلافات بين الدول الاستكبارية متخذين من العراق الضحية الكبرى التي تبنى عليها مصالح الدول الاستكب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى