تقسيم العراق بين نذر الحرب وحمى الإرهاب السياسي
صفحة 1 من اصل 1
تقسيم العراق بين نذر الحرب وحمى الإرهاب السياسي
تقسيم العراق بين نذر الحرب وحمى الإرهاب السياسي
--------------------------------------------------------------------------------
تقسيم العراق بين نذر الحرب وحمى الإرهاب السياسي
د.مهند العزاوي*
مخططات تقسيم العراق مستمرة .
ملامح مخيفة لإذكاء الحرب الأهلية
شهد العراق طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي, فوضى أمنية وسياسية واجتماعية , وحرب إبادة حصدت أرواح المئات يوميا, وقد استنزف القدرة البشرية العراقية خصوصا بعد تدمير دولته الحديثة, في ظل ظاهرة المجتمع الفوضوي –شريعة الغاب الأمريكية, والتي صنعت بيئة الإرهاب والعنف , لتبرر رواج تجارة الأمن والغزو الناعم, ويلاحظ أتساق عدد من الدوائر العربية مع المشروع الأمريكي, وتغازله بشكل سري وعلني لكسب رضاه بغية الحصول على حصتها من الكعكة العراقية[1] , ونلمس ملامح واضحة لتفعيل مخطط تقسيم العراق عاموديا عربي كردي وفي حالة تعذر ذلك يقسم إلى ثماني دويلات, ولوحظ سعى بعض الدوائر العربية لذلك, وفي حالة الإصرار على تطبيق مخططات تقسيم العراق ستقود المنطقة إلى الهاوية والانفلات والفوضى العسكرية والأمنية في كل مكان, وينقلب السحر على الساحر, وينعكس بشكل كارثي على معادلة التوازن العربي الإقليمي, والتي تلقي بظلالها على توازن القوى الدولي, ويبدو أن دعاة ومسوقي التقسيم قد اعدوا صفقة مصالح خاصة مع تجارة الموت وعبدة الدولار من ذوي الأصول العراقية, في ظل تخبط واضح وتيه للبوصلة العربية, وترفض أمريكا الاعتراف بالخطيئة الإستراتيجية التي ارتكبتها (العدوان على العراق) , مما يجعل المشهد العراقي أكثر تعقيدا ,خصوصا بعد قراءة القيم الواقعية بسلبياتها ومرارتها وإفرازاتها وأدواتها السياسية الوافدة , وتشير الحقائق والمعطيات الخاصة بغزو العراق والتي يتداولها عدد كبير من الباحثين والخبراء الأمريكيين في مراكز الدراسات ومواقع صنع القرار [2]بأن "جورج دبليو بوش" وإدارته من المحافظين الجدد هم المسئولين الأساسين عن الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي عصفت بالعراق وأمريكا , وأدت إلى اضطراب وتخبط السياسة الخارجية للولايات المتحدة وساهمت في انتشار العنف والعنف المضاد في أرجاء الشرق الأوسط, وما نشهده اليوم هي عواقب دموية مريرة لأخطاء إستراتيجية عديدة ارتكبتها مؤسسات أمريكية مختلفة يمينية ويسارية على حد سواء منذ عقود طويلة تعود على أقل تقدير إلى فترة ما بعد عقدة حرب فيتنام , ناهيك عن انحياز الولايات المتحدة الكامل إلى حليفها الاستراتيجي الأول إسرائيل باعتمادها مبدأ "الحرب والقوة العسكرية" .
مخططات تقسيم العراق مستمرة .
استخدمت الإدارة الأمريكية بشكل مباشر سياسية التقطيع الناعم للمجتمع العراقي , وذلك من خلال شكل العملية السياسية البائسة وبأدواتها السياسية[3] ,خصوصا بعد إرساء منظومات قانونية ومؤسسات تنفيذية تجسد هذه السياسة, وقد مارست التقطيع الصلب ضد المدن ومناطق العراق, وخلقت بيئة صراع تقود إلى التقسيم , وارتكبت جرائم تقتيل وتهجير وتصفية للعلماء واستهدفت الطبقة الوسطى التي كانت تدير شؤون العراق المؤسساتية, والغاية منها تصفير مقومات الدولة القوية الموحدة, ومهدت للمليشيات الطائفية والعرقية التغلغل بالجسد السياسي العراقي , واطفت عليها الشرعية السياسية والقانونية, وقد أحكمت تطبيقاتها عبر منظومة قرارت أصدرها "برا يمر" السيئ الصيت ولا تزال الطبقة السياسية الوافدة حريصة على العمل بها وتعد تغيرها خطوط حمر, وأبرزها قانون –إدارة الدولة – اجتثاث البعث- حل القوات المسلحة العراقية–شكل المنظومة السياسية– الدستور- قانون مكافحة الإرهاب –دمج المليشيات في القوات المسلحة..الخ وتلك مقدمات تمهد لمخططات تقسيم العراق نظرا للشواهد والمشاهد الدموية التي تعصف بالمشهد العراقي خصوصا بعد انهيار جميع تلك المفاصل والتي رفضها الشعب جملة وتفصيلا, واذكر أخر مشاريع رسمية طرحت لتقسيم العراق بشكل علني وهي:-
1. نشرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون الوثيقة( 16) وهي خطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط وثيقة لـ "رالف بيتر" 2006,تقرير نشرته مجلة"القوت المسلحة الأمريكية في عددها لشهر تموز 2006 والذي يرسم مستقبلا للمنطقة ويقوم على إعادة هيكلة الشرق الأوسط, ويتطرق فيه إلى تقسيم العراق وسورية والسعودية إلى دويلات طائفية متنازعة,وتحافظ إسرائيل على سيطرتها على جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة ليكون السلام قائما على أساس قوة الردع الإسرائيلية من ناحية وتمزيق دول المنطقة وفق سياسة التقطيع الناعم من ناحية أخرى, والتقرير أعده "رالف بيتر" الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي وهو يعبر عن رؤية المحافظين الجدد في أمريكا, وفيه دولة كردستان الكبرى والتي تضم محافظات شمال العراق الثلاث – ومحافظة كركوك النفطية- وجزء من محافظات الموصل وديالى واقتطاع مناطق من سورية وإيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان ويتم هذا بدعوى "رد حقوق الأقليات التي هضمت تاريخيا" وطبعا هي جزء من مخطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط .
2. دعا نائب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن Joseph Biden " عندما كان سيناتور للحزب الديمقراطي عن ولاية "ديلاوير"– و"لزلي جليب Leslie "Gelb الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية CFR في أوائل مايس من 2008, إلي تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية, وتتمتع كل منهما بالحكم الذاتي.
3. أصدر مركز "سابان" بمعهد "بروكينغز" للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن دراسة بعنوان" حالة التقسيم السهل للعراق- The Case of soft Partition in Iraq " ومدى إمكانية تطبيق مشروع تقسيم العراق وفق الفدراليات الطائفية والعرقية, ونسب النجاح المتحققة مقارنة بالوضع الحالي , وما تحقق منه , إلي جانب توصيات للتغلب على الصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة , وأطلقت على المخطط تسمية " الخطة ب" Plan B, واعد الدراسة كل من "جوزيف ادوار" باحث زائر بمعهد "بروكينغز" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمنطقة "البلقان" وشاركه الباحث المتخصص في شئون الأمن القومي الأمريكي بمعهد "بروكينغز" "مايكل هان لون" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دول مختلفة, ويلاحظ توزيع قوات مشتركة على حدود المحافظات العربية لتجنب الاصطدام المحتمل كما يزعمون.
4. اكد نائب الرئيس الأمريكي بايدن بخطابه في أب 2010لزعم سحب القوات المقاتلة في بغداد "ان على الأكراد والشيعة والسنة تقاسم الثروات والسلطة وإنهاء الاختلاف" وهو إيحاء واضح للأدوات السياسية وإضلاع المثلث الطائفي العرقي للشروع بالتقسيم الطائفي ألاثني.
ملامح مخيفة لإذكاء الحرب الأهلية
يتوجب على جميع العراقيين الحذر والتحسب للقادم وللمخططات الصهيوامريكية ضد العراق ولابد أن نستعرض الشواهد الحالية والمتصلة بخلفيتها الزمنية لتفعيل مخطط التقسيم وكما يلي:-
شمال العراق
أناقش هذا المحور بحيادية تامة وأطوع المعطيات مع الانهيار المنظومة ألقيمية, حيث سعت الأحزاب الانفصالية الكردية على حيازة مفاصل القوة والنفوذ والمال على حساب العراق كدولة ,وقد عززت ثقافة الانفصال عبر ممارساتها ومطالبها , والتي تقسم المواطن العراقي إلى درجة أولى وثانية وثالثة ,وقد برز جيل سياسي يؤمن بالانفصال والتحزب القومي وتأسيس دويلة مستقلة, وان مليشيات الأحزاب كردية سبق وان احتربت فيما بينهما لأسباب مالية ومغانم عائلية في تسعينيات القرن الماضي,وقد برز مصطلح المناطق المتنازع عليها في الوطن الواحد بعد غزو العراق وأبرزها كركوك النفط والموصل رئة العراق الخارجية, وجميع المحافظات تعد خزائن الثروات الإستراتيجية العراقية , وهي جوهر الاحتراب اليوم, وقد توافد ممثلي الشركات النفطية الأجنبية وسياسيها إلى شمال العراق , وقد حصلوا على حوافز مالية لإدخال مواد بالدستور العراقي تخصخص الثروات الإستراتيجية لرؤساء الأحزاب العائلية هناك, وتقدر مليشيات البشمركة بأكثر من 80 ألف شخص ومعززة بأسلحة الجيش العراقي السابق والتي جرى الاستيلاء عليها عامي 1991 و2003 , وفي خريف عام 2008 حطت ثلاث طائرات سي 130 محملة بالأسلحة المختلفة في مدينة السليمانية[4] , وجرى احتكاك عسكري حكومي كردي في خانقين والمدن المحيطة بها, ولم تتطرق له الحكومة ووسائل الإعلام , ولا يمكن تخطي حقيقة تدريب قوات الاحتلال للمليشيات الكردية منذ مدة ولأي سبب وأي هدف قادم وتحت أي بند؟, وقد ذكر مسئولين أمريكيين وبصراحة مخاوف اندلاع حرب عربية كردية وذكرها السفير الأمريكي "رايان كروكر" معلقا على الوقائع الهزلية لتشكيل الحكومة, وذكرها أيضا تقرير لـ"فورين بوليسي"[5] تحت عنوان "ماذا تركت أمريكا خلفها بالعراق" -التطلعات الكردية للسيطرة على مناطق عربية ووصفها "برميل البارود الكردي" وفي ظل مناخ التحريض الخارجي ومنهجية شركات النفط , تتولد هواجس إذكاء الاحتراب العربي- الكردي, وفق معطيات سياسية غير مطمئنة نشهدها اليوم.
جنوب العراق
تشير صرخات الاستغاثة من جنوب العراق إلى وجود حمى تسليح في المحافظات الجنوبية خلال هذا العام, وارتفاع أسعار الأسلحة المختلفة خمسة أضعاف, وتعدد المراجع الدينية وممثليها ومفاصلها وبإيديولوجياتها المتصارعة على النفوذ والسلطة, وانتشار ظاهرة المليشيات والجماعات الخاصة, وقد بلغت ما يقارب 14 مليشيا مسلحة مختلفة التوجهات والارتباط والتمويل, مع تواجد حكومي مؤدلج حزبيا ومحتقن طائفيا,ويشهد جنوب العراق بين الحين والأخر تناسل مجاميع مسلحة كمهنة ,وتشهد أيضا اعتقالات وتعذيب منظم وسطوة إقليمية غير مبررة, وسنجد أن هذه الفوضى المسلحة مسجل خطر قادم لا يمكن التكهن بنتائجه, خصوصا أن جنوب العراق يجري لبننته أو صوملته عند الضرورة أو عند اندلاع احتراب مفتعل لا سمح الله , خصوصا بعد نعيق الغربان بانفصال البصرة , او انفصال إقليم الجنوب بدون إقليم الفرات الأوسط الذي يدول كـ"فاتيكان للشيعة" كما يروج.
وسط العراق
يرزح وسط وشمال العراق العربي لحرب أهلية واضحة المعالم منذ عام 2005 والتي أرست الانتهاكات ومجازر التطهير الطائفي, وأطلق عليها العراقيين حكومة" الدريل" ومسلخ الجادرية شاهد عيان , وقد أنهكت الشعب العراقي وزرعت بذور الفتنة والضغينة , خصوصا استئثار الأحزاب الطائفية والأدوات السياسية الوافدة بالسلطة والحياة المؤسساتية , وممارسة سياسة الإقصاء والتجويع والتصفيات الجسدية الوحشية المنظمة, ولو أحصينا عدد المعتقلين اليومي سنجد ان غالبية هؤلاء المعتقلين لأسباب طائفية وأحقاد طبقية, ولا يرتكز اتهامهم على دلائل وقرائن جنائية واضحة, ولعل جريمة الفلوجة مؤخرا شاهد عيان , كما أن القمع المجتمعي والتعذيب والإذلال النفسي والجسدي سمة السياسيون الجدد, وهناك سعي لأحد الدول العربية لفصل محافظة الانبهار كإقليم, وهيأت له مجموعة من المرتزقة السياسيين وتجار الموت, ولكن ستفشل ريحهم لان أبناء العراق في الانبار واعين لذلك, وكذلك تجري محاولات لتدويل كركوك كإقليم وفق مقترح ممثل الأمم المتحدة, وهنا يؤكد طرح مركز سابان بتكليف الأمم المتحدة والجامعة العربية بتقسيم العراق والسودان خير دليل.
ماذا لو اتجهت دوائر المخابرات الأجنبية وشركات المرتزقة لقدح شرارة الحرب سواء عربية كردية او عربية عربية أو طائفية سنية شيعية إلى أين ستقود العراق وشعبه , وبالتأكيد إلى صوملة مقننة تقود للتقسيم لا سمح الله, وبالتالي أن نذر الحرب الأهلية واضحة المعالم, خصوصا أن هناك مليشيات خارج أطار السيطرة للدولة, وتخضع لأوامر أحزابها, وقد تغلغلت في مؤسسات الدولة المهمة , وتمارس مهامها تحت يافطة السلطة وتنشط عن الحاجة, وكذلك الإرهاب الوافد , وجميعها تعد عناصر داعمة للمناخ السلبي, واعتقد أذكاء حرب أهلية بأي محور يخدم مخطط تقسيم العراق.
يشهد العراق اليوم بعد سبعة أشهر تقريبا من انتهاء مهزلة الانتخابات العراقية الأمريكية الإقليمية, صراع دموي وحراك سياسي ممسرح وعنف يطال أبناء العراق كافة , ويوحي بتناسل طبقة من المرتزقة والمتحولين السياسيين من المتاجرين بالمذهب والطائفة ودماء العراقيين, وممن يركب موجة الوطنية لتضليل الشارع العراقي الجريح عما يدور من دسائس لتقسيم العراق في الأقبية المظلمة, ولا متغير من واقع المشهد العراقي المأساوي, وهاهو الاحتلال جاثم على صدور العراقيين في كل مكان بالرغم من الحملة الدعائية المنظمة التي تصور انسحاب قوات الاحتلال(ترقيق القطعات والمناورة بها إلى مسرح عمليات أفغانستان وتغيير نمط الحرب) كدعاية سياسية, لكن الشواهد والعمل الجاد للانسحاب غير مرئي, مع بقاء منظومة تشريعاته سارية المفعول من دستور مختلف عليه شعبيا وسياسيا ,والذي مزقته الأدوات السياسية بالكامل وضربته عرض الحائط باستثناء خصخصة رئاسة الوزراء للأحزاب الطائفية , وخلود المادة 140 المنتهية الصلاحية, ناهيك عن تطرف وكيدية تطبيق قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي الهدف, والذي يعتبر بمثابة تهمة جاهزة تلصق بالشخصيات الوطنية ولتكميم الأفواه,وهناك قانون العفو الذي قدم صك البراءة إلى اللصوص والقتلة والفاسدين ممن تسلقوا المناصب الحكومية, وترك المعتقلين الأبرياء يرزحون تحت وطأة التعذيب والقتل وحرمان الحقوق القانونية[6] , وتستند القوات الحكومية على الوشاية الطائفية السياسية للجاسوس المأجور (المخبر السري)[7], وهناك ملايين من المهجرين العراقيين داخل وخارج العراق وهم ضحايا إرهاب القوة والإرهاب الدولي والمليشياوي,وهناك مليون أرملة وخمسة ملايين يتيم, وجيوش من العاطلين بلغت70% ويستورد العراق العمالة الأجنبية من الخارج ؟ ناهيك عن ملايين الضحايا ومنهم المنزوع الهوية والتغييب القسري , وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين تعفنوا وماتوا في معتقلات الاحتلال والحكومة , ماذا لو كانت هذه الأرقام من الضحايا أمريكان لقامت الدنيا ولم تقعد , وقد شهدنا الرئيس الأمريكي أوباما يشكر جيشه على المحرقة العراقية ولم يعتذر للشعب العراقي ويبدوا أن شعوب العالم الثالث وقود للحروب الأمريكية ولا عزاء في ذلك,ولذا نناشد شعبنا العراقي الأصيل بشهامته المعهودة تخطي أفخاخ التقسيم والاحتراب الأهلي وتحطيم دعامات الطائفية السياسية ورموزها المقيتة , ولابد من التعاضد الشعبي والتصدي بقوة لهذه المخططات التي تستهدف العراق وأجياله وثرواته, مع ضرورة تطبيق خارطة طريق استعادة القدرة العراقية لبسط الاستقرار والتوازن بالمنطقة والعالم, لان العراق يمتلك مفاعيل القوة والتأثير ان حشدناها .
اللهم أحفظ العراق وأمته العربية والإسلامية
--------------------------------------------------------------------------------
تقسيم العراق بين نذر الحرب وحمى الإرهاب السياسي
د.مهند العزاوي*
مخططات تقسيم العراق مستمرة .
ملامح مخيفة لإذكاء الحرب الأهلية
شهد العراق طيلة سنوات الاحتلال الأمريكي, فوضى أمنية وسياسية واجتماعية , وحرب إبادة حصدت أرواح المئات يوميا, وقد استنزف القدرة البشرية العراقية خصوصا بعد تدمير دولته الحديثة, في ظل ظاهرة المجتمع الفوضوي –شريعة الغاب الأمريكية, والتي صنعت بيئة الإرهاب والعنف , لتبرر رواج تجارة الأمن والغزو الناعم, ويلاحظ أتساق عدد من الدوائر العربية مع المشروع الأمريكي, وتغازله بشكل سري وعلني لكسب رضاه بغية الحصول على حصتها من الكعكة العراقية[1] , ونلمس ملامح واضحة لتفعيل مخطط تقسيم العراق عاموديا عربي كردي وفي حالة تعذر ذلك يقسم إلى ثماني دويلات, ولوحظ سعى بعض الدوائر العربية لذلك, وفي حالة الإصرار على تطبيق مخططات تقسيم العراق ستقود المنطقة إلى الهاوية والانفلات والفوضى العسكرية والأمنية في كل مكان, وينقلب السحر على الساحر, وينعكس بشكل كارثي على معادلة التوازن العربي الإقليمي, والتي تلقي بظلالها على توازن القوى الدولي, ويبدو أن دعاة ومسوقي التقسيم قد اعدوا صفقة مصالح خاصة مع تجارة الموت وعبدة الدولار من ذوي الأصول العراقية, في ظل تخبط واضح وتيه للبوصلة العربية, وترفض أمريكا الاعتراف بالخطيئة الإستراتيجية التي ارتكبتها (العدوان على العراق) , مما يجعل المشهد العراقي أكثر تعقيدا ,خصوصا بعد قراءة القيم الواقعية بسلبياتها ومرارتها وإفرازاتها وأدواتها السياسية الوافدة , وتشير الحقائق والمعطيات الخاصة بغزو العراق والتي يتداولها عدد كبير من الباحثين والخبراء الأمريكيين في مراكز الدراسات ومواقع صنع القرار [2]بأن "جورج دبليو بوش" وإدارته من المحافظين الجدد هم المسئولين الأساسين عن الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي عصفت بالعراق وأمريكا , وأدت إلى اضطراب وتخبط السياسة الخارجية للولايات المتحدة وساهمت في انتشار العنف والعنف المضاد في أرجاء الشرق الأوسط, وما نشهده اليوم هي عواقب دموية مريرة لأخطاء إستراتيجية عديدة ارتكبتها مؤسسات أمريكية مختلفة يمينية ويسارية على حد سواء منذ عقود طويلة تعود على أقل تقدير إلى فترة ما بعد عقدة حرب فيتنام , ناهيك عن انحياز الولايات المتحدة الكامل إلى حليفها الاستراتيجي الأول إسرائيل باعتمادها مبدأ "الحرب والقوة العسكرية" .
مخططات تقسيم العراق مستمرة .
استخدمت الإدارة الأمريكية بشكل مباشر سياسية التقطيع الناعم للمجتمع العراقي , وذلك من خلال شكل العملية السياسية البائسة وبأدواتها السياسية[3] ,خصوصا بعد إرساء منظومات قانونية ومؤسسات تنفيذية تجسد هذه السياسة, وقد مارست التقطيع الصلب ضد المدن ومناطق العراق, وخلقت بيئة صراع تقود إلى التقسيم , وارتكبت جرائم تقتيل وتهجير وتصفية للعلماء واستهدفت الطبقة الوسطى التي كانت تدير شؤون العراق المؤسساتية, والغاية منها تصفير مقومات الدولة القوية الموحدة, ومهدت للمليشيات الطائفية والعرقية التغلغل بالجسد السياسي العراقي , واطفت عليها الشرعية السياسية والقانونية, وقد أحكمت تطبيقاتها عبر منظومة قرارت أصدرها "برا يمر" السيئ الصيت ولا تزال الطبقة السياسية الوافدة حريصة على العمل بها وتعد تغيرها خطوط حمر, وأبرزها قانون –إدارة الدولة – اجتثاث البعث- حل القوات المسلحة العراقية–شكل المنظومة السياسية– الدستور- قانون مكافحة الإرهاب –دمج المليشيات في القوات المسلحة..الخ وتلك مقدمات تمهد لمخططات تقسيم العراق نظرا للشواهد والمشاهد الدموية التي تعصف بالمشهد العراقي خصوصا بعد انهيار جميع تلك المفاصل والتي رفضها الشعب جملة وتفصيلا, واذكر أخر مشاريع رسمية طرحت لتقسيم العراق بشكل علني وهي:-
1. نشرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون الوثيقة( 16) وهي خطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط وثيقة لـ "رالف بيتر" 2006,تقرير نشرته مجلة"القوت المسلحة الأمريكية في عددها لشهر تموز 2006 والذي يرسم مستقبلا للمنطقة ويقوم على إعادة هيكلة الشرق الأوسط, ويتطرق فيه إلى تقسيم العراق وسورية والسعودية إلى دويلات طائفية متنازعة,وتحافظ إسرائيل على سيطرتها على جميع الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة ليكون السلام قائما على أساس قوة الردع الإسرائيلية من ناحية وتمزيق دول المنطقة وفق سياسة التقطيع الناعم من ناحية أخرى, والتقرير أعده "رالف بيتر" الكولونيل المتقاعد في الجيش الأمريكي وهو يعبر عن رؤية المحافظين الجدد في أمريكا, وفيه دولة كردستان الكبرى والتي تضم محافظات شمال العراق الثلاث – ومحافظة كركوك النفطية- وجزء من محافظات الموصل وديالى واقتطاع مناطق من سورية وإيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان ويتم هذا بدعوى "رد حقوق الأقليات التي هضمت تاريخيا" وطبعا هي جزء من مخطط أعادة هيكلية الشرق الأوسط .
2. دعا نائب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن Joseph Biden " عندما كان سيناتور للحزب الديمقراطي عن ولاية "ديلاوير"– و"لزلي جليب Leslie "Gelb الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية CFR في أوائل مايس من 2008, إلي تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية, وتتمتع كل منهما بالحكم الذاتي.
3. أصدر مركز "سابان" بمعهد "بروكينغز" للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن دراسة بعنوان" حالة التقسيم السهل للعراق- The Case of soft Partition in Iraq " ومدى إمكانية تطبيق مشروع تقسيم العراق وفق الفدراليات الطائفية والعرقية, ونسب النجاح المتحققة مقارنة بالوضع الحالي , وما تحقق منه , إلي جانب توصيات للتغلب على الصعوبات التي ستواجه الأطراف المختلفة , وأطلقت على المخطط تسمية " الخطة ب" Plan B, واعد الدراسة كل من "جوزيف ادوار" باحث زائر بمعهد "بروكينغز" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمنطقة "البلقان" وشاركه الباحث المتخصص في شئون الأمن القومي الأمريكي بمعهد "بروكينغز" "مايكل هان لون" حيث عمل مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في دول مختلفة, ويلاحظ توزيع قوات مشتركة على حدود المحافظات العربية لتجنب الاصطدام المحتمل كما يزعمون.
4. اكد نائب الرئيس الأمريكي بايدن بخطابه في أب 2010لزعم سحب القوات المقاتلة في بغداد "ان على الأكراد والشيعة والسنة تقاسم الثروات والسلطة وإنهاء الاختلاف" وهو إيحاء واضح للأدوات السياسية وإضلاع المثلث الطائفي العرقي للشروع بالتقسيم الطائفي ألاثني.
ملامح مخيفة لإذكاء الحرب الأهلية
يتوجب على جميع العراقيين الحذر والتحسب للقادم وللمخططات الصهيوامريكية ضد العراق ولابد أن نستعرض الشواهد الحالية والمتصلة بخلفيتها الزمنية لتفعيل مخطط التقسيم وكما يلي:-
شمال العراق
أناقش هذا المحور بحيادية تامة وأطوع المعطيات مع الانهيار المنظومة ألقيمية, حيث سعت الأحزاب الانفصالية الكردية على حيازة مفاصل القوة والنفوذ والمال على حساب العراق كدولة ,وقد عززت ثقافة الانفصال عبر ممارساتها ومطالبها , والتي تقسم المواطن العراقي إلى درجة أولى وثانية وثالثة ,وقد برز جيل سياسي يؤمن بالانفصال والتحزب القومي وتأسيس دويلة مستقلة, وان مليشيات الأحزاب كردية سبق وان احتربت فيما بينهما لأسباب مالية ومغانم عائلية في تسعينيات القرن الماضي,وقد برز مصطلح المناطق المتنازع عليها في الوطن الواحد بعد غزو العراق وأبرزها كركوك النفط والموصل رئة العراق الخارجية, وجميع المحافظات تعد خزائن الثروات الإستراتيجية العراقية , وهي جوهر الاحتراب اليوم, وقد توافد ممثلي الشركات النفطية الأجنبية وسياسيها إلى شمال العراق , وقد حصلوا على حوافز مالية لإدخال مواد بالدستور العراقي تخصخص الثروات الإستراتيجية لرؤساء الأحزاب العائلية هناك, وتقدر مليشيات البشمركة بأكثر من 80 ألف شخص ومعززة بأسلحة الجيش العراقي السابق والتي جرى الاستيلاء عليها عامي 1991 و2003 , وفي خريف عام 2008 حطت ثلاث طائرات سي 130 محملة بالأسلحة المختلفة في مدينة السليمانية[4] , وجرى احتكاك عسكري حكومي كردي في خانقين والمدن المحيطة بها, ولم تتطرق له الحكومة ووسائل الإعلام , ولا يمكن تخطي حقيقة تدريب قوات الاحتلال للمليشيات الكردية منذ مدة ولأي سبب وأي هدف قادم وتحت أي بند؟, وقد ذكر مسئولين أمريكيين وبصراحة مخاوف اندلاع حرب عربية كردية وذكرها السفير الأمريكي "رايان كروكر" معلقا على الوقائع الهزلية لتشكيل الحكومة, وذكرها أيضا تقرير لـ"فورين بوليسي"[5] تحت عنوان "ماذا تركت أمريكا خلفها بالعراق" -التطلعات الكردية للسيطرة على مناطق عربية ووصفها "برميل البارود الكردي" وفي ظل مناخ التحريض الخارجي ومنهجية شركات النفط , تتولد هواجس إذكاء الاحتراب العربي- الكردي, وفق معطيات سياسية غير مطمئنة نشهدها اليوم.
جنوب العراق
تشير صرخات الاستغاثة من جنوب العراق إلى وجود حمى تسليح في المحافظات الجنوبية خلال هذا العام, وارتفاع أسعار الأسلحة المختلفة خمسة أضعاف, وتعدد المراجع الدينية وممثليها ومفاصلها وبإيديولوجياتها المتصارعة على النفوذ والسلطة, وانتشار ظاهرة المليشيات والجماعات الخاصة, وقد بلغت ما يقارب 14 مليشيا مسلحة مختلفة التوجهات والارتباط والتمويل, مع تواجد حكومي مؤدلج حزبيا ومحتقن طائفيا,ويشهد جنوب العراق بين الحين والأخر تناسل مجاميع مسلحة كمهنة ,وتشهد أيضا اعتقالات وتعذيب منظم وسطوة إقليمية غير مبررة, وسنجد أن هذه الفوضى المسلحة مسجل خطر قادم لا يمكن التكهن بنتائجه, خصوصا أن جنوب العراق يجري لبننته أو صوملته عند الضرورة أو عند اندلاع احتراب مفتعل لا سمح الله , خصوصا بعد نعيق الغربان بانفصال البصرة , او انفصال إقليم الجنوب بدون إقليم الفرات الأوسط الذي يدول كـ"فاتيكان للشيعة" كما يروج.
وسط العراق
يرزح وسط وشمال العراق العربي لحرب أهلية واضحة المعالم منذ عام 2005 والتي أرست الانتهاكات ومجازر التطهير الطائفي, وأطلق عليها العراقيين حكومة" الدريل" ومسلخ الجادرية شاهد عيان , وقد أنهكت الشعب العراقي وزرعت بذور الفتنة والضغينة , خصوصا استئثار الأحزاب الطائفية والأدوات السياسية الوافدة بالسلطة والحياة المؤسساتية , وممارسة سياسة الإقصاء والتجويع والتصفيات الجسدية الوحشية المنظمة, ولو أحصينا عدد المعتقلين اليومي سنجد ان غالبية هؤلاء المعتقلين لأسباب طائفية وأحقاد طبقية, ولا يرتكز اتهامهم على دلائل وقرائن جنائية واضحة, ولعل جريمة الفلوجة مؤخرا شاهد عيان , كما أن القمع المجتمعي والتعذيب والإذلال النفسي والجسدي سمة السياسيون الجدد, وهناك سعي لأحد الدول العربية لفصل محافظة الانبهار كإقليم, وهيأت له مجموعة من المرتزقة السياسيين وتجار الموت, ولكن ستفشل ريحهم لان أبناء العراق في الانبار واعين لذلك, وكذلك تجري محاولات لتدويل كركوك كإقليم وفق مقترح ممثل الأمم المتحدة, وهنا يؤكد طرح مركز سابان بتكليف الأمم المتحدة والجامعة العربية بتقسيم العراق والسودان خير دليل.
ماذا لو اتجهت دوائر المخابرات الأجنبية وشركات المرتزقة لقدح شرارة الحرب سواء عربية كردية او عربية عربية أو طائفية سنية شيعية إلى أين ستقود العراق وشعبه , وبالتأكيد إلى صوملة مقننة تقود للتقسيم لا سمح الله, وبالتالي أن نذر الحرب الأهلية واضحة المعالم, خصوصا أن هناك مليشيات خارج أطار السيطرة للدولة, وتخضع لأوامر أحزابها, وقد تغلغلت في مؤسسات الدولة المهمة , وتمارس مهامها تحت يافطة السلطة وتنشط عن الحاجة, وكذلك الإرهاب الوافد , وجميعها تعد عناصر داعمة للمناخ السلبي, واعتقد أذكاء حرب أهلية بأي محور يخدم مخطط تقسيم العراق.
يشهد العراق اليوم بعد سبعة أشهر تقريبا من انتهاء مهزلة الانتخابات العراقية الأمريكية الإقليمية, صراع دموي وحراك سياسي ممسرح وعنف يطال أبناء العراق كافة , ويوحي بتناسل طبقة من المرتزقة والمتحولين السياسيين من المتاجرين بالمذهب والطائفة ودماء العراقيين, وممن يركب موجة الوطنية لتضليل الشارع العراقي الجريح عما يدور من دسائس لتقسيم العراق في الأقبية المظلمة, ولا متغير من واقع المشهد العراقي المأساوي, وهاهو الاحتلال جاثم على صدور العراقيين في كل مكان بالرغم من الحملة الدعائية المنظمة التي تصور انسحاب قوات الاحتلال(ترقيق القطعات والمناورة بها إلى مسرح عمليات أفغانستان وتغيير نمط الحرب) كدعاية سياسية, لكن الشواهد والعمل الجاد للانسحاب غير مرئي, مع بقاء منظومة تشريعاته سارية المفعول من دستور مختلف عليه شعبيا وسياسيا ,والذي مزقته الأدوات السياسية بالكامل وضربته عرض الحائط باستثناء خصخصة رئاسة الوزراء للأحزاب الطائفية , وخلود المادة 140 المنتهية الصلاحية, ناهيك عن تطرف وكيدية تطبيق قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي الهدف, والذي يعتبر بمثابة تهمة جاهزة تلصق بالشخصيات الوطنية ولتكميم الأفواه,وهناك قانون العفو الذي قدم صك البراءة إلى اللصوص والقتلة والفاسدين ممن تسلقوا المناصب الحكومية, وترك المعتقلين الأبرياء يرزحون تحت وطأة التعذيب والقتل وحرمان الحقوق القانونية[6] , وتستند القوات الحكومية على الوشاية الطائفية السياسية للجاسوس المأجور (المخبر السري)[7], وهناك ملايين من المهجرين العراقيين داخل وخارج العراق وهم ضحايا إرهاب القوة والإرهاب الدولي والمليشياوي,وهناك مليون أرملة وخمسة ملايين يتيم, وجيوش من العاطلين بلغت70% ويستورد العراق العمالة الأجنبية من الخارج ؟ ناهيك عن ملايين الضحايا ومنهم المنزوع الهوية والتغييب القسري , وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين تعفنوا وماتوا في معتقلات الاحتلال والحكومة , ماذا لو كانت هذه الأرقام من الضحايا أمريكان لقامت الدنيا ولم تقعد , وقد شهدنا الرئيس الأمريكي أوباما يشكر جيشه على المحرقة العراقية ولم يعتذر للشعب العراقي ويبدوا أن شعوب العالم الثالث وقود للحروب الأمريكية ولا عزاء في ذلك,ولذا نناشد شعبنا العراقي الأصيل بشهامته المعهودة تخطي أفخاخ التقسيم والاحتراب الأهلي وتحطيم دعامات الطائفية السياسية ورموزها المقيتة , ولابد من التعاضد الشعبي والتصدي بقوة لهذه المخططات التي تستهدف العراق وأجياله وثرواته, مع ضرورة تطبيق خارطة طريق استعادة القدرة العراقية لبسط الاستقرار والتوازن بالمنطقة والعالم, لان العراق يمتلك مفاعيل القوة والتأثير ان حشدناها .
اللهم أحفظ العراق وأمته العربية والإسلامية
الرافض- **(الادارة)**
- عدد المساهمات : 137
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
مواضيع مماثلة
» معصوم العراق!!أم فاسق العراق !!أم مبيح دم!! وإعراض!! العراق!!
» خيرات العراق إلى أين
» السيستاني باع العراق لإيران دون مقابل
» هل خان الحزب الاسلامي اهل السنة في العراق ...؟ كيف ذلك
» نداء من محب الى شيعة العراق الغيارى
» خيرات العراق إلى أين
» السيستاني باع العراق لإيران دون مقابل
» هل خان الحزب الاسلامي اهل السنة في العراق ...؟ كيف ذلك
» نداء من محب الى شيعة العراق الغيارى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى